التربية الأخلاقية للطفل

تعريف وأسس التربية الأخلاقية للأطفال.

ما هي التربية الأخلاقية للطفل

تعتبر التربية الأخلاقية للطفل بمثابة الركيزة الأساسية التي يقوم عليها نشاط الإنسان في بداية حياته.

وتكمن أهمية التربية الأخلاقية، بأنها عباره عن المعيار الذي يُقيم به الشخص، جميع ما يقوم به من أعمال وتصرفات، حيث يكون سلوك الشخص منتظم وغير متضارب، كما أنّ السلوك الأخلاقي يؤدي الى احترام الشخصية الإنسانية وتكوينها، إذ إنّها تعبّر عن ثقافة الإنسان ووعيه، وتؤدي إلى تطوره عقلياً وأخلاقياً، كما يعتبر البحث في الأخلاقيات من أقدم الأمور التي تناولتها المعتقدات الدينية والوضعية، بالتالي فإنّه يتم اعتبارها سلوك يتناسب مع الأفكار والمبادئ والقواعد التي يعتمد عليها المجتمع لتتماشى مع العادات والتقاليد.

والتربية الأخلاقية تمنح الإنسان أسلوب للتعامل مع الحياة العملية مع مرور الزمن وتصبح متجذرة وواضحة في أفعاله وتصرفاته.

تعريف الأخلاق بالموسوعة البريطانية

إنها تعني ما هو جيد وقبيح وما هو صحيح وخاطئ.

وهي مجموعة من القيم الموجهة للطفل ومجموعة الخبرات التربوية والسلوكيات الوجدانية التي يجب أن يكتسبها الطفل بتميزه وتعقله إلى أن يصبح شاباً ويخوض مصاعب الحياة.

أهداف التربية الأخلاقية للطفل

التربية الأخلاقية للطفل
  1. تعليّم الطفل القيّم الأخلاقية المهمة، والتي تتمثل في التسامح والاحترام والتواضع والصدق.
  2. احترام الثقافات العالمية الأخرى، بكل ما فيها من عادات وتقاليد وقيم.
  3. وتعزيز قدرات الطفل، ليصبح عضو متفاعل ومساهم في المجتمع.
  4. تعزيز شخصية الطفل، لتكون أكثر نشاط وحيوية وأكثر مرونة.
  5. تعريف الطفل على أهم الأخلاق في العمل والانضباط فيه، وإعداده لمرحلة النضج.

أساليب التربية الأخلاقية للطفل

  • القدوة الحسنة الرسول الوالدين المعلم أو المعلمة.
  • تدعيم القيم الأخلاقية للطفل والبطل وأخلاقه وانتصاره على الشر في النهاية.
  • الثواب والعقاب سواء كانت معنوية أو بدنية.
  • الموعظة: تقديم النصح والرفق واللوم والتوبيخ أو الضرب الغير المبرح أي ما لا يسبب جرحاً أو مالا يكسر عظام.

أهمية أساليب التربية الأخلاقية للطفل

1- تنظيم سلوك الطفل، حيث يستطيع الطفل أن يتعلم التنظيم الذاتي بنفسه، من خلال مشاهدته الأفعال الأخلاقية للآخرين.

2- التشكيل الأخلاقي، من خلال غرس النوايا الحسنة في الطفل، والعادات والمشاعر الإيجابية، مثل التوجيه المعنوي للطفل والقيام بتعزيزه عند فعل الصواب ومعاقبته عند ارتكاب الخطأ.

طرق لغرس القيم الأخلاقية في الطفل

1- تحديد الأخلاق الفاضلة التي يرغب الأهل في غرسها في الأطفال: قبل البدء بتربية الأطفال، يجب تحديد الأخلاق التي يُراد تعليمهم إياها، فهناك أخلاق تم الاتفاق عليها عالمياً، وتتمثل في : عدم الكذب والغش والسرقة والتحلي بالأمانة والصدق، وهناك أخلاق لها علاقة بالمعتقد الديني، وأخرى مُتعلّقة بالعادات الأسرية.

فيجب التفكير في هذه الأخلاق وتحديد الأولوية للأخلاق الأساسية والتي تتضمن: الصدق والأمانة والتعاطف والاحترام، وتعليمها للطفل، منذ صغره، والانتقال بهذه الأخلاق بشكل تدريجي، للأخلاق الأكثر تعقيداً، كلّما كبر الطفل زاد فهمه واستيعابه، وبالتأكيد لا يستطيع الطفل تعلّم جميع الأخلاق دفعة واحدة.

2- تشجيع الأطفال على قبول وجهات النظر برحابة صدر، مهما كانت مختلفة، يساهم الآباء من خلال تربيتهم لأطفالهم ببناء المجتمع، لذلك يجب عليهم أن يحرصوا على تنشئة أفراد صالحين، يحملون الأخلاق الحسنة ويطبقونها في المجتمع، ولهذا يقع على الآباء تربية أبنائهم على تقبّل الاختلافات مع الآخرين.

وتشمل هذه الاختلافات: اختلاف العادات والتقاليد، والمعتقدات الدينية واللون والجنس وغيرها الكثير من الاختلافات التي يمكن أن يواجهها الفرد في المجتمع، والتعامل مع من يختلفون عنهم باحترام ومودة وعطف.

3- تقدير الآخرين، من أفضل الأخلاق في التعامل مع الآخرين هي إشعارهم بالتقدير، نظراً لمجهودهم أو ما يقومون بتقديمه في عملهم أو حياتهم، فيجب على الآباء، تشجيع أطفالهم على التعبير عن تقديرهم واحترامهم لأفراد أسرتهم، ومدرسيهم وزملائهم في كل فرصة متاحة.

أسس التربية الأخلاقية للطفل

خلق الأدب

عناصر الأدب تحتوي على فروع متحدة ومترابطة ببعضها في التعامل مع الآخرين أهمها:

  1. الأدب مع الوالدين: الأب والأم المثل الأعلى للطفل، ويجب على الآباء التحلي بالخلق الحسن والأدب في معاملتهم مع أطفالهم ليستطيعوا أن يغرسوا هذه الصفات بأولادهم .
  2. الأدب مع العلماء: على الوالدين إرشاد أطفالهم الى أهمية احترام العلماء سواء كانوا مدرسين أو شيوخ وتعريفهم على أجواء العلماء.
  3. الأدب مع الأخوة: الواجب بين الاخوة التواضع والليونة وعدم التكلم بكلمات قاسية او استهزائيه والبعد عن اللوم والعتاب.
  4. الأدب مع الجيران: يجب على الآباء تنمية احترام الجار في أطفالهم وأن يحرصوا على ألا يغيظوا ابن الجار بلعبة او طعام وتعليمهم حب المشاركة.
  5. أدب الاستئذان: على الآباء تعليم أبنائهم الاستئذان قبل دخول غرفتهم أو الاستئذان قبل دخول البيوت.
  6. أدب الطعام والمظهر اللائق: يجب تعليمهم غسل الأيادي قبل الطعام وعدم البدء بتناول الطعام قبل اكتمال أفراد الأسرة، ويجب تعليمه الاعتدال بتناول الطعام وتعليمهم عدم التكبر بالملابس والمظاهر.

خلق الصدق

  • يجب الحرص على الصدق في معاملة الأطفال وبذل جهد في تنمية هذه الخصلة الحميدة فيهم في الأقوال وهذا يؤدي إلى الصدق في الأعمال ونجاحها.
  • كتم الأسرار: الطفل الذي يتعود على كتم السر تنشأ عنده قوة الإرادة فتنشأ عن ذلك الثقة الاجتماعية.
  • يجب تعويد الطفل على عدم مناقشة الأحوال المنزلية للآخرين.

خلق الأمانة

الأمانة عماد المجتمع الصالح وعلينا مراعاتها والحفاظ عليها فعلى الأبوين زرع هذه الخصلة في أطفالهم، ويمكن ذلك عبر مراقبتهم عندما يوكل إليهم عمل والحرص على متابعتهم في دراستهم ومعاملتهم مع أصدقائهم وإخوتهم.

سلامة الصدر من الحقد والخصومة والحقد فالخصومة تشل زهرة الإيمان وتفسد الأعمال الصالحة، وعلى الآباء توضيح مساوئ الكراهية والحسد التي تسبب العداوة والبغضاء وردع الطفل إذا شعر بالحسد والغيرة وحسه على لزوم الصفح والعفو على الأخوة والأصدقاء.

في نهاية مقالتنا على المربي التحلي بالصبر فإن مهمة تربية الأطفال وتوجيههم صعبة تستغرق جهد لسنوات، ويجب أن يدرك أن تحسين الخلق واستبدال القبيح منه بالحسن ممكن بالمتابعة والتدريب مهما وجد في ولده من بلادة بالطبع وسوء خلق، وينبغي القول أن تعديل ذلك يمكن تحقيقه لهذا لا ينبغي للأب أن ييأس من أخلاق ولده بل يلتزم الصبر والمجاهدة.

You might also like