التربية الذكية
تختلف أنظمة التربية التي يتبعها العديد من الآباء والأمهات، منها التربية الصحيحة والمبنية على أسس متينة وسليمة، ومنها أساليب التربية الخاطئة، وبالطبع ينبع ذلك من وجود الحب الفطري لأبنائهم، إلا أن الخطوة في كثير من الأحيان تكون خاطئة.
والتربية الذكية تعني أن يتخلص المربون من الأساليب القديمة للتربية، فهي التي تتعامل مع أدوات العصر، وتتحدث بلغة العصر، والتي تقوم على احترام وفهم الأبناء، لبناء شخصيات قوية متوازنة مدركة، بأن نحاور بلا قسوة وعنف، ونوجهَ بلا تسلط، وأهم الوسائل التي تُنجِح كلَّ ذلك: هو الحب.
لذلك قمنا من أجل راحتكم ومن أجل أبنائكم بإعداد مقال عن التربية الذكية
الخطوات الأساسية للتربية الذكية
هناك العديد من الخطوات التي من الضروري اتباعها من أجل تحقيق التربية الذكية ولعل أهمها:
تحديد السلوكيات السيئة التي يقوم بها الأبناء.
فالخطوة الأولى في علاج أخطاء الأبناء وتقويم سلوكياتهم نحو الصواب، تحديد الأخطاء التي يكررون فعلها بصورة مستمرة وذلك بهدف تغييرها وتقويمها،
ويتم من خلال هذه الخطوة كتابة خمسة بنود (سلوكيات) للأطفال في عمر 3 إلى 8 سنوات وعشرة بنود (سلوكيات) للأطفال في عمر 9 إلى 16 سنة، ويجب أن تتناسب السلوكيات مع المرحلة العمرية لابنك أو ابنتك، فلا يعقل أن نلوم طفلًا عمره أربع سنوات لأنه لم يرتب غرفته، ومن هذه السلوكيات:
- العدوانية والعنف مع الأطفال الآخرين.
- بذاءة اللسان.
- استخدام أشياء الغير بدون استئذان.
- يسرقون أغراض الآخرين.
- يضربون بعضهم.
- يسخرون من الآخرين.
- لا يحترمون الجيران.
- يخرجون من المنزل بدون استئذان.
- ملابسهم غير مرتبة.
- يكذبون.
- يشاهدون مواقع وقنوات إباحية.
- البكاء والصراخ للحصول على ما يريدون.
تحويل السلوكيات السيئة إلى قواعد
فمثلًا سلوك مشاهدة التلفاز لساعات متأخرة من الليل، نحوله لقاعدة يجب أن يلتزموا بها: يجب عدم مشاهدة التلفاز بعد الساعة 11 ليلاً!
اختيار الامتيازات والحوافز المناسبة
الحوافز من أهم قواعد التربية الذكية لتشجيع الأطفال على السلوك الإيجابي والعادات الصحيحة، وتكون الخطوة التي تلي كتابة القواعد هي تدوين الامتيازات والحوافز التي سيحصل عليها الأطفال في حال الالتزام بالسلوكيات الإيجابية.
وبالطبع الامتيازات التي سيحصل عليها الأطفال الصغار تختلف عمن يكبرونهم
ثبات المرجعيّة
وهي من سمات الأسرة السويّة، انتعاش أفرادها في جوّ روحاني مشترك وانتماء ديني واحد، ويشكّل منبعاً للقيم والمعتقدات والمبادئ، وإليه تردّ كلّ شؤون الأسرة وأصولها في التعامل مع الآخر.
ولكنّ هذا لا يعني أن تفرض الواجبات الدينية قهراً على الأبناء، إذ إنّ هذا يعدّ نوعاً من الإساءة الروحية لهم كما يشوّه علاقتهم مع مصدر دينهم.
الصبر ضرورة في العملية التربوية
إنّ حسن التعامل مع المواقف اليومية، والالتزام بالضوابط، والحكمة والتوازن، قيمٌ لا يتعلّمها الأطفال بمجرّد تلقيها، وتحتاج القيم حتى تثبت وترسخ إلى أن تنضج على موقد الزمن بهدوء، وهذا يتطلب من المربّي أن يتسامح مع أخطائهم ولا يبالغ في التعنيف.
ويجب أن يحرص على التواصل الدائم لنقل المعارف والخبرات لهم، والإجابة على أسئلتهم برحابة وسعة.
الثقة عنصر مهم
للأمان أن ينشأ الطفل في بيئة أساسُ العلاقات بين أفرادها حسن التعامل، يبني لديه إحساساً بالأمان ناتج من توقّع الخير من الآخرين، وبعبارة أخرى: يمتلك الطفل ثقة في تعامله مع أسرته، وهذه الثقة يترجمها الطفل لأمان يعد ضرورياً لنموّه النفسي والعقلي والاجتماعي.
ويتوسّع هذا المفهوم فيما بعد ليساعد الفرد على بناء علاقات صحيّة مع الآخرين في المجتمع.
وضع الجداول الذكية
الأطفال في سن 3 إلى 8 سنوات يستحسن أن نستخدم معهم جدولًا يوميًا، أما الأطفال الأكبر فنستخدم معهم جدولًا أسبوعيًا، ويتضمن الجدول السلوكيات السيئة والقواعد والامتيازات على السلوكيات الإيجابية.
وبعد الانتهاء من وضع الجدول الذكي، اعقد اجتماعاً لطيفاً واجمع أطفالك حولك وأخبرهم عن الجدول والقواعد التي ينبغي الالتزام بها والحوافز والتشجيعات التي سيحصلون عليها.
أما الأطفال في عمر 14 سنة سيستجيبون بطريقة سلبية، لذلك ما ننصحك به لتفادي النظرة البائسة منهم أن تجعلهم يشاركون في وضع القواعد، فمن الجيد أن نعطي الأبناء فرصة التعبير عن رأيهم فيما يتعلق بالقواعد والمشاركة في وضع هذا النظام.
أسلوب ناجح لبناء شخصية أبنائك
- لا تدمر شخصية ابنك بحمايتك الزائدة ونقدك اللاذع.
- بالحب تغير سلوك أبنائك وتمنعهم من الكذب.
- التغافل: أحد أسباب بناء شخصية الأبناء.
وفي النهاية حتى نصل إلى التربية الذكية وثمارها لابد أن يمتلك المربون فيها خارطة طريق تحدد القيم والمبادئ والمفاهيم، ووضوح الرؤية وانطلاقها من مصدر سليم يخلق جواً تربوياً أمناً وسعيد ومستقر يعين على تحديد الميزات ومواطن الخلل بسهولة.
خطوات تساعد بزيادة الذكاء لدى الأبناء:
- لا تتدخل للإنقاذ، اترك ابنك يحاول القيام من مشكلته، وناقشْه، واجعله يجرِّب، ما لم يؤثِّر ذلك على أمور كبيرة ومهمة.
- تعميق الفكر.
- الأخذ بمقترحات الآخرين: شارك أبناءك في معرفة مشاكلك، وعلِّمهم أسلوبك في حل المشكلات التي تطرأ عليك.
- تنويع الأداء.
- تدريب الانفعال: حاول أن تتدرب على ضبط انفعالاتك.
- مراجعة المألوف للتطوير.
نتمنى لكم ولأبنائكم أياماً سعيدة.