تعتبر التربية الأخلاقية للطفل بمثابة الركيزة الأساسية التي يقوم عليها نشاط الإنسان في بداية حياته، والتربية الأخلاقية تمنح الإنسان أسلوب للتعامل مع الحياة العملية مع مرور الزمن وتصبح متجذرة وواضحة في أفعاله وتصرفاته، وتتضمن هذه العملية تعليم الأطفال القيم والأخلاق الأساسية، مثل الصدق والعدالة والرحمة، كما تتضمن تعليم الأطفال كيفية اتخاذ القرارات الأخلاقية، وكيفية تحمل المسؤولية عن أفعالهم.
ما هي التربية الأخلاقية للطفل
التربية الأخلاقية للطفل هي عملية تهدف إلى تعليم القيم والأخلاق للأطفال وتنمية شخصيتهم الأخلاقية. تهدف هذه التربية إلى تعزيز سلوكيات إيجابية مثل الصدق والأمانة والعدل والتعاون والاحترام والتسامح.
تكمن أهمية التربية الأخلاقية للطفل في تشكيل شخصية الطفل وتعليمه القيم والمبادئ الأخلاقية التي ستساعده في حياته العملية والاجتماعية. من خلال هذه التربية، يتعلم الطفل كيفية التصرف بشكل صحيح وأخلاقي في المواقف المختلفة، وكيفية اتخاذ القرارات الصحيحة التي تتجاوز المصالح الشخصية وتأخذ في الاعتبار المصلحة العامة.
أهداف التربية الأخلاقية للطفل
للتربية الأخلاقية للطفل أهداف كثيرة ومنها:
- بناء الإنسان جيد بخلقه مما يساعد على بناء مجتمع تسوده القيم والمثل العليا.
- صلاح النفس ودوائها مما يؤدي إلى تهذيب المشاعر والسلوك الإنسانية وتطهير نفوس الأبناء من الرذائل والشذوذ وتحليها بمكارم الأخلاق.
- تحلّي الطفل بسلوكيات إيجابية فردية وجماعية.
- تحويل المفاهيم والأفكار والمعلومات إلى سلوكيّات أخلاقيّة.
- تعزيز حب الوطن والانتماء إليه، وتنمية الروح الوطنية لدى الطفل.
- تعويد الطفل وتربيته على القيام بالعبادات بشكل مستمر ودائم.
- غرس مكارم الأخلاق في الطفل كالاحترام والحب والعطف والتسامح والتواضع.
- تعزيز شخصيّة الطفل لتكون أكثر مرونة ومثابرة، وتعريفه على أخلاقيات العمل القويمة والانضباط لإعداده لمرحلة النضج.
- تثقيف الطفل والمحافظة على صحته العقلية والجسدية.[٢] تعليم الطفل احترام ثقافته المحليّة والثقافات العالميّة المختلفة.
- تعزيز قدرات الطفل وتمكينه ليُصبح عضو فعّال في المجتمع.
- إيجاد بيئة مجتمعية جيّدة من خلال تدريب كلّ طفل على العادات الحسنة ومكارم الأخلاق.
- بناء شخصيّة مميّزة للطفل، وتعزيز ثقته بنفسه.
من أين تبدأ التربية الأخلاقية للطفل
تبدأ التربية الأخلاقية للطفل من:
- الأسرة والعالم المحيط بالطفل.
- الروضة.
- المدرسة.
- ويجب على الآباء تعليم أطفالهم التسامح والاحترام والتواضع واحترام الثقافة والثقافات العالمية.
أساليب التربية الأخلاقية للطفل
التربية الأخلاقية للطفل من أهم الأمور التي يجب على الآباء التركيز عليها، حيث أن الأخلاق هي أساس بناء الشخصية القوية والمتميزة، ويمكن للآباء أن يساهموا في تربية أطفالهم أخلاقياً من خلال مجموعة من الأساليب، منها:
- القدوة الحسنة الرسول الوالدين المعلم أو المعلمة.
- تدعيم القيم الأخلاقية للطفل والبطل وأخلاقه وانتصاره على الشر في النهاية.
- الثواب والعقاب سواء كانت معنوية أو بدنية.
- الموعظة: تقديم النصح والرفق واللوم والتوبيخ أو الضرب الغير المبرح أي ما لا يسبب جرحاً أو مالا يكسر عظام.
أسس التربية الأخلاقية للأطفال
التربية الأخلاقية للأطفال هي عملية مساعدة الأطفال على فهم وممارسة السلوكيات الأخلاقية، وتتضمن هذه العملية تعليم الأطفال القيم والأخلاق الأساسية، مثل الصدق والعدالة والرحمة، كما تتضمن هذه العملية تعليم الأطفال كيفية اتخاذ القرارات الأخلاقية، وكيفية تحمل المسؤولية عن أفعالهم. ومن أسس التربية الأخلاقية للأطفال ما يلي:
- الأدب مع الوالدين: الأب والأم المثل الأعلى للطفل، ويجب على الآباء التحلي بالخلق الحسن والأدب في معاملتهم مع أطفالهم ليستطيعوا أن يغرسوا هذه الصفات بأولادهم وإنشاء طفل صالح الخلق.
- الأدب مع العلماء: على الوالدين إرشاد أطفالهم الى أهمية احترام العلماء سواء كانوا مدرسين أو شيوخ وتعريفهم على أجواء العلماء، وبذلك الطفل لا يجد صعوبة في احترام مدرسيه أو شيخ المسجد فإذ تربى الطفل على احترام كبار السن فسيتعلم احترام الآخرين.
- الأدب مع الأخوة: الواجب بين الاخوة التواضع والليونة وعدم التكلم بكلمات قاسية او استهزائيه والبعد عن اللوم والعتاب، ويجب الحفاظ على المودة والوئام ويجب على الآباء عدم السماح للأخوة سواء كانوا كبار أو صغار بالسوء لبعضهم.
- الأدب مع الجيران: يجب على الآباء تنمية احترام الجار في أطفالهم وأن يحرصوا على ألا يغيظوا ابن الجار بلعبة او طعام وتعليمهم حب المشاركة.
- أدب الإستئذان: على الآباء تعليم أبنائهم الاستئذان قبل دخول غرفتهم أو الاستئذان قبل دخول البيوت.
- أدب الطعام والمظهر اللائق: يجب تعليمهم غسل الأيادي قبل الطعام وعدم البدء بتناول الطعام قبل اكتمال أفراد الأسرة، ويجب تعليمه الاعتدال بتناول الطعام وتعليمه عدم التكبر بالملابس والمظاهر.
- الصدق: يجب الحرص على الصدق في معاملة الأطفال وبذل جهد في تنمية هذه الخصلة الحميدة فيهم في الأقوال وهذا يؤدي إلى الصدق في الأعمال ونجاحها.
- كتم الأسرار: الطفل الذي يتعود على كتم السر تنشأ عنده قوة الإرادة فتنشأ عن ذلك الثقة الاجتماعية، ويجب تعويد الطفل على عدم مناقشة الأحوال المنزلية للآخرين.
- خلق الأمانة: والحرص على أداء الواجب كامل في العمل وأن يبذل الانسان كل سعيه وجهده في إتمامها على أحسن وجه، فالأمانة عماد المجتمع الصالح وعلينا مراعاتها والحفاظ عليها فعلى الأبوين زرع هذه الخصلة في أطفالهم، ويمكن ذلك عبر مراقبتهم عندما يوكل إليهم عمل والحرص على متابعتهم في دراستهم ومعاملتهم مع أصدقائهم وإخوتهم.
- سلامة الصدر من الحقد والخصومة: الحقد فالخصومة تشل زهرة الإيمان وتفسد الأعمال الصالحة، وعلى الآباء توضيح مساوئ الكراهية والحسد التي تسبب العداوة والبغضاء وردع الطفل إذا شعر بالحسد والغيرة وحسه على لزوم الصفح والعفو على الأخوة والأصدقاء.
نصائح عملية لتربية الطفل أخلاقياً
فيما يلي بعض النصائح العملية لتربية الطفل أخلاقياً:
- ابدأ مبكراً: يمكن البدء في تربية الطفل أخلاقياً منذ سن مبكرة. فالأطفال الصغار يمكنهم فهم المفاهيم الأخلاقية الأساسية، مثل الصدق والعدالة والرحمة.
- كن صبوراً: يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتنمية الأخلاق الحميدة لدى الطفل. لذلك، يجب على الآباء التحلي بالصبر والاستمرار في تقديم القدوة الحسنة والتحفيز.
- كونوا متفائلين: يجب على الآباء أن يكونوا متفائلين بشأن قدرة أطفالهم على تعلم الأخلاق الحميدة. فالأطفال بطبيعتهم يرغبون في أن يكونوا لطفاء وعادلين.
من خلال اتباع هذه الأساليب، يمكن للآباء أن يساهموا في تربية أطفالهم أخلاقياً، مما سيساعدهم على أن يكونوا أشخاصاً صالحين ومسؤولين في المجتمع.
خلاصة عن التربية الأخلاقية للطفل
في النهاية على المربي التحلي بالصبر فمهمة تربية الأطفال وتوجيههم صعبة تستغرق جهد سنوات العمر، ويجب أن يدرك أن تحسين الخلق واستبدال القبيح منه بالحسن ممكن بالمتابعة والتدريب مهما وجد في ولده من بلادة بالطبع وسوء خلق.
ومن المهم أن يكون الآباء متسقين في رسالتهم الأخلاقية، إذا قال الآباء لأطفالهم أن الصدق مهم، فيجب أن يكونوا صادقين في تصرفاتهم، وإذا قال الآباء لأطفالهم أن من المهم احترام الآخرين، فيجب أن يظهروا الاحترام للآخرين.