تعرف على مفهوم الأدب

نبذة عن الأدب بعين الأدباء.

تعريف الأدب

تعريف الأدب باختصار هو شكل للتعبير الإنساني يحمل معه عواطف الإنسان ومفاهيمه وأفكاره والخواطر التي تدور بباله، ويحاول إيصالها للمتلقي بلغة كتبت وفق أساليب شعرية مختلفة كالقصة والرواية والشعر والنثر.

وبسبب تطور الثقافات، ينتشر ما يعرف بالأدب العربي والفارسي والأمريكي والألماني وغيرها من الآداب التي وثقها التاريخ.

ما هي أنواع الأدب

هناك الكثير من الأعمال الأدبية التي تعد نوعاً من أنواع الأدب من الأمثلة على ذلك ما يلي:

  • الرواية وهي عبارة عن قصة طويلة يروي الكاتب أحداثاً تقع في زمان ما أو في مكان ما تتميز الرواية بكثرة الشخصيات، وتنوعها وربما تكون الرواية خيالية، أو رواية تاريخية، أو مستوحاة من الواقع.
  • القصة القصيرة تنتمي لأدب الرواية وتركز على سرد جزء معين من القصة وتكون أقصر بكثير من الرواية، وعدد الأماكن والشخصيات والأحداث فيها قليلة جداً ويكون هدفها الأساسي إعطاء عبرة، أو موعظة، أو حكمة.
  • المسرحية وهي تمثيل القصة القصيرة أو الرواية على المسرح ويتم ذلك بالاستعانة بالممثلين، وتتميز بالحوار الخارجي أكثر شيء ويتم تصنيف المسرحية إلى قسمين الملهاة والمأساة.
  • الشعر وهو من أهمّ أنواع الأدب، ويعتمد على الوزن والقافية بموسيقى ونمط محددين، ويقسم الشعر لثلاثة أنواع رئيسية: الشعر الغنائي، والشعر الملحميّ، والشعر الدراميّ، كما ويمكن تصنيفه على أساس العقود إلى شعر كلاسيكيّ قديم، وشعر رومانسيّ حديث.
  • المقالة وهي بكل بساطة طرح الكاتب لآرائه وأفكاره تجاه قضية معينة أو موقف معين ويقوم الكاتب بطرح رأيه بأسلوب علمي وتقديم حل لهذه المشكلة.
  • السيرة الذاتية وفيها يقوم الكاتب بسرد أحداث من حياته الشخصية ويسجل فيها المشكلات والعقبات التي تعرض لها وكيف استطاع أن يتجاوز هذه العقبات.
  • السيرة الغيرية وفيه يقوم الكاتب بسرد أحداث حياة شخص آخر وهي في وقتنا الحاضر من أشهر الكتابات وأنواع الأدب على الإطلاق.

الفرق بين الأدب والكتابة

هناك فرق بين الأدب والكتابة، فالكتابة أوسع وليس كل ما يكتب أدباً، ويختلف المفكرون باعتبار الكتابات التي ظهرت للمرة الأولى بالتاريخ على اعتبارها أدباً أم كتابات عادية، والكتابات المقصودة مثل الهيروغليفية المصرية معيدين ذلك لظروف العصر الذي عاشوه.

وللأدب خصوصية مقيدة بعدة شروط واعتبارات لا يمكن غض النظر عنها في حال كان الهدف من كتابة النص أن يكتب بطريقة أدبية ويمس المشاعر الإنسانية لدى المتلقي، ولا تدخل اللغة الأدبية إلا في القصيدة والرواية والقصة والمسرح والكلمات الغنائية وما إلى ذلك من أنواع أدبية.

أما الكتابة فتدخل في مجالات الحياة كافة فمن الخطابات السياسية إلى الرسائل البريدية والقرارات والكتب المدرسية وما إلى ذلك من كتابات تستخدم لأغراض معينة.

مفهوم الأدب

يختلف مفهوم الأدب بين الأدباء ومن أهم هذه المفاهيم:

مفهوم الأدب لدى الرومنطيقيين “الرومانسية”

مفهوم الأدب لدى الرومنطيقي أو الرومانسي على أنه معتمد على جحد العقل وإعطاء العاطفة شأناً أكثر من العقل.

أخذ الأدباء الذين اعتنقوا هذه الطريقة في كتاباتهم الأدبية من الحزن وفصل الخريف الذي يتغنون به الطريقة الأساسية عند كتابة أي نص أدبي، وحاولوا من خلال خطابهم الأدبي أن يضيفوا الأحزان على كتاباتهم ويؤثرون بعاطفة المتلقي أكثر.

هنالك العديد من الأغراض الشعرية التي استخدمها الرومنطيقيين عند كتابتهم لأشعارهم، ومن أبرز تلك الأغراض على النحو الآتي:

  الأنا: حيث أنَّ الذات والنفس البشرية عملت على تكوين أو تشكيل موضوع في غاية الأهمية للأدب الرومنطيقي، وهذا من خلال العواطف والأحاسيس التي تحتويها النفس البشرية لديهم، حيث نجد أنَّ الرومنطيقيين يعملون على رسم أشواق النفس والذات البشرية إلى جانب تلك التطلعات والمشاعر والنزوات التي تحويها.

  الطبيعة: حيث أنَّ نظرة الرومنطيقيين إلى الطبيعة تتمثل على اعتبار أنَّها كائن حي، وبالتالي فإنَّه يرى أنَّ أصله متواجد فيها، كما ويعتبرها بمثابة أمه الحنون، كما وأنَّ الطبيعة يتم استحضارها في الشعر عند الرومنطيقيين وهذا على اعتبار أنَّها الملجأ الذي يلجأ إليه الشاعر وكذلك بمثابة المهرب،.  

الحُب: يعتبر الحب بمثابة المحور الرئيس والأساس من ضمن المحاور الأدبية العربية، وهذا قديماً وحديثاً، حيث أنَّ الرومنطيقي العربي لم يتعامل مع الحب ذلك التعامل الذي يوصف بالتعامل البلاغي فقط وإنَّما كان التصور اتجاهه تصور ذو طابع فلسفي وكذلك تصور وجودي على حدٍ سواء، حيث أنَّ الحُب لدى الرومنطيقيين وهذا على الرغم من أنَّه علاقة ذات طابع بشري وأرضي إلّا أنَّه في الأصل والجوهر يعتبر بمثابة تلك القوّة ذات المصدر السماوي التي يتم إنزالها على البشر، حيث تم تشبيهها بالوحي الذي ينزل على الأنبياء.

مفهوم الأدب لدى ابن خلدون

سمع ابن خلدون من المشايخ أن أصل فن الأدب وأركانه يتمثل في أربعة دواوين، و مفهوم الأدب لدى ابن خلدون كما يلي:

  • أدب الكاتب لابن قتيبة.
  • كتاب الكامل للمبرد.
  • كتاب البيان والتبيين للجاحظ.
  • كتاب النوادر لأبي علي القالي.

واعتبر أن ما سوى هذه الكتب الأربع تابع لها وفروع منها.

مفهوم الأدب لدى سارتر

يوجد كتاب شهير للكاتب والفيلسوف جان بول سارتر وجاء بعنوان “ما هو الأدب؟”، تحدث فيه عن الكتابة مفرقاً بين الأدب والفنون المتصلة بالموسيقى والرسم، وقال إن “ملكوت الإشارات النثر، الشعر يحصر بخندق واحد مع الرسم والنحت والموسيقى”.

وسارتر المولود بباريس عام 1905 يعتبر من أهم الفلاسفة بعصره بالإضافة لكونه كاتب مسرحي وناشط سياسي، وكان من بين المشاركين بالمقاومة الفرنسية السارية ضد ألمانيا النازية آن ذاك.

مفهوم الأدب لدى المرصفي

يعرف حسين المرصفي المولود عام 1815 شيخ الأدباء عصر الخديوي إسماعيل، وهو أستاذ بدار العلوم، وبرع في الأدب وساهم في تأسيس ما عرفت بالنهضة الأدبية المعاصرة، وللمرصفي كتاب حمل عنوان “نقد الشعر”  وتحدث فيه عن مفهوم الأدب بنظره معتمداً على البلاغة والأعراب.

وقال فيه: إن “قول العروضيين في حد الشعر أنه الكلام الموزون المقفى ليس بحد لهذا الشعر باعتبار ما فيه من الأعراب والبلاغة والوزن والقوالب الخاصة”، ويعتبر المرصفي من ممثلي المدرسة الإحيائية ويرفض تعريف الشعر على أنه “الشعر الموزون المقفى”.

مفهوم الأدب لدى الرافعي

اعتبر مصطفى صادق الرافعي أن مفهوم الأدب هو “من العلوم كالأعصاب من الجسم، هي أدق ما فيه ولكنها مع ذلك هي الحياة والخلق والقوة والإبداع”، وذهب الرافعي إلى تحديد مفهوم الأدب والأديب ليس فقط بأن الأدب من لغته وأساليب لغته والمعاني المتعلقة به وأغراضه، بل حتى بالقائمين عليه في مذاهبهم ومناحيهم وما يتفق من أسبابهم وجواذبهم”.

ويعتبر الرافعي من التابعين للمدرسة الشعرية التابعة للشعر الكلاسيكي، وولد في مصر عام 1880 وتوفي عام 1937م، ولقب في عصره بمعجزة الأدب العربي.

مفهوم الأدب لدى أرسطو

اعتبر الفيلسوف المشهور أرسطو عند الحديث عن مفهوم الأدب، أن الأديب لا ينقل ولا يحاكي ما هو كائن ولكن يمكن أن يكون.

بنظره الطبيعة ناقصة والفنان يعوض هذا النقص، ولذا حصر وظيفة الأديب بالإبداع والابتكار، أما وظيفة الأدب فلم يتطرق إليها بشكل مباشر.

أخيراً، اختلفت التعريفات لكنها اجتمعت في عدة أمور ومفاهيم من ضمنها الإنسانية المتوفرة في الأدب بشكل عام، بالإضافة للابتكار والإبداع، كما اتفق الغالبية على اعتبار أن الأدب هو تجميل أو توصيف لحوادث استدركها الأديب وعرف تفاصيلها فأصبح ما كتبه أدباً.

وفي نهاية مقالتنا لليوم نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم الفائدة.

You might also like