مفهوم النثر العربي الحديث

مفهوم النثر العربي

يعتبر النثر العربي من الأدب الإنساني ويشمل الرسائل الأدبية والكتابة الفنية والخطابة والنقد.

وتطور النثر عبر العصور ولعل العرب من أكثر المبدعين بالنثر الأدبي، ويميز النثر العربي الحديث عن الشعر أن الشاعر غير متقيد بالكلام الموزون المقفى بالأسجاع.

والنثر يعني نثرك الشيء بيدك ترمي به متفرقاً مثل نثر الجوز واللوز والسكر.

تطور النثر العربي

وجد النثر منذ العصر الجاهلي ولكن كان آن ذاك على شكل الوصايا والخطابة والحكم والأمثال، وتطور فيما بعد مع مرور العصرين الإسلامي والأموي.

شهد النثر العربي على فترة ذهبية في العصر العباسي حيث كثرت كتابات الأدباء النثرية لكنه في العصر العثماني تراجع بشكل ملحوظ، ومع نهاية القرن الثامن عشر، بدأ يعود الأدب العربي إلى وضعه ودعمه من العرب بالغرب أثناء حملات الإنكليز والفرنسيين.

وبدأ يظهر رواد للنثر العربي الحديث ولعل أبرزهم أحمد فارس الشدياق وناصيف اليازجي شكيب أرسلان ومصطفى كامل.

أنواع النثر العربي الحديث

اشتهر النثر العربي الحديث بأسماء العديد من الأدباء وكان له أنواع أهمها:

• المقالة الأدبية.
• الخطابة.
• القصة.
• الرواية.
• المسرحية.
• القصائد النثرية

انتقل النثر ليعالج في العصر الحديث موضوعات جديدة تنوعت بين الزوايا الاجتماعية والسياسية والقومية، كما اتسم النثر بالبعد عن التكلف واستخدام المحسنات البديعية.

فنون النثر العربي الحديث

تميزت فنون النثر العربي الحديث بعد أن باتت تعالج مواضيع جديدة وتتأثر بالظروف، ولعل أبرز المواضيع الجديدة للنثر العربي الحديث ما يلي:

• الدفاع عن الشعوب.
• مجابهة الاستعمار وذكر الحمية الوطنية بنفوس الشعوب.
• الدعوة لإصلاح المفاسد الاجتماعية عبر انتقادها.
• معالجة القضايا المتعلقة بالزمن والإحاطة بها عبر القصائد النثرية.
• التطرق لأنواع الظلم التي تعرضت لها الشعوب آن ذاك.
• توصيف الحركات الوطنية والفخر والمدح بها.

خصائص النثر العربي الحديث

اتسمت خصائص النثر العربي الحديث بعدة مزايا ولعل أبرزها سلامة النصوص وبساطتها وعدم التكلف والاختصار قدر الإمكان والترتيب المتوازن وغير ذلك.

ويمكن ذكر ذلك عبر عدة نقاط:

• سهولة الجمل والعبارات.
• استخدام لغة بسيطة وقلة الاقتراب من المصطلحات المهجورة.
• تنظيم وترتيب المواضيع النثرية بشكل متناسق.
• الاختصار قدر الإمكان والابتعاد عن الحشو الذي يلتزم به بعض الشعراء لإكمال جسم القصيدة.

الفرق بين النثر والشعر العربي

من حيث الشكل والمضمون والشروط والمكونات يتوضح الفرق بين النثر والشعر، فالشعر أقدم من النثر والنثر العربي كان يستخدم في غير أغراض كالحكمة وضرب المثل، أما الشعر فله خصوصية لدى العرب.

ومن أبرز الفروقات التي يمكن إدراجها ضمن هذا البند ما يلي:

• مكونات الشعر العربي هي القصيدة والقافية والبحر، وهذا لا يوجد في النثر العربي .
• النثر محصور بين النثر العادي الذي يستخدم بالحياة اليومية والنثر الفني الذي يعتمد على المشاعر والخيال.
• النثر يقترب من التحليل والبرهان والمخاطبة المباشرة وهذا قليل ما نلاحظه في الشعر.
• أغراض الشعر كثيرة ويخضع لأسلوب القافية أما النثر فله أغراض لم تستخدم في الشعر كثيراً.
• ارتبط تطور النثر العربي في العصر الحديث، بينما تطور الشعر منذ العصر الجاهلي.

يتضح مما سبق أن الأنواع النثرية التي انتشرت في العصر الحديث كانت جديدة وغير معروفة من قبل.

واهتم الأدباء باستخدام هذا الأسلوب الجديد بكتاباتهم الأدبية، وتوسعوا في مجال معالجة القضايا عبر القصائد النثرية، وباتت الوقائع السياسية والاجتماعية والنفسية والقومية والوطنية من اهتمامات النثر العربي الحديث.