أجمل أبيات الشعر عن فلسطين والقدس

ماذا قال الشعراء عن فلسطين والقدس؟

لم يسبق للشعر أن يتغنى ببلدٍ كما تغنى بفلسطين، ولم نسمع عن قصائد تولد مع كلِّ وليدٍ إلاّ مع أبناء فلسطين، الأرضُ المقدسةُ التي انعقدت قلوب المسلمين في كل مكان على حُبِّها، وتسابقت أقلام الأدباء وحناجر الشعراء في وصفها، فازدان الأدب بهاءً بأجمل ما قيل فيها.

كانت ولا زالت القضية الفلسطينية هي القضية الأهم التي احتضنتها دواوين الشعر، وتسابق في وصف بطولاتها وتمجيد تاريخها وعظمة شعبها أشهر الشعراء على مرِّ التاريخ، فمنهم من كتب قصائد عن فلسطين، ومنهم من صدح بقصائد عن القدس، ومنهم من دوَّن أجمل أبياتٍ للشعر عن فلسطين والقدس معاً.

خارطة وكلمة فلسطين- أجمل أبيات الشعر عن فلسطين والقدس
خارطة وكلمة فلسطين- أجمل أبيات الشعر عن فلسطين والقدس

لماذا يقال الشعر في فلسطين ؟

فلسطين، أرض الأديان ومهد الحضارات، ومصدر اعتزاز كل عربي ثائرٍ في وجه العدوان، فمنذ احتلالها من قبل العدو الإسرائيلي باتت قضية العرب الأولى التي لا تعرف السكينة أو الهوان، إما النصر أو الشهادة.

وعلى الرغم من عدم الوقوف في صف واحد من قبل الحكام العرب في وجه الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الشعوب العربية لم تبخل يوماً في مؤازرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبهم، ومن هذا المنطلق باتت فلسطين حاضرة في دواوين أكثر الشعراء، فمنهم من كتب مدحاً بهذه الأرض أو اشتياقاً لها، ومنهم من كتب حزناً ورثاءً لشهدائها، ومنهم من غالبته روح المقاومة في الثأر لمقدساتها، أمّا القسم الآخر فقد جعل لطفولة فلسطين النصيب الأكبر من قصائده.

فدعونا نعرض لكم بعضاً من أجمل ما قيل من الشعر عن فلسطين والقدس، من قبل كوكبة قد اخترناها لكم من أشهر شعراء العرب.

أشهر ما كتبه الشعراء العرب من شعر عن فلسطين والقدس

تصدرت القضية الفلسطينية العديد من الدواوين الشعرية لأشهر الشعراء العرب القدامى والمعاصرين ، فمنهم من كتبها باللغة الفصحى، ومنهم من لجأ للتعبير عنها باللغة العامية المحكيَّة، ومعظمها حملت في روحها الحزن والرثاء، أو الحب والاشتياق، أو الثأر والتمجيد.

ومن أبرز الشعراء الذين كتبوا أفضل القصائد عن فلسطين والقدس:

الشاعر الكبير محمود درويش

هو واحدٌ من أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، تنوعت دواوينه عن فلسطين بين النثر و الشعر، فكان من أجمل ما كتب من قصائد نثرية:

علَى هَذِهِ الأَرْض مَا يَسْتَحِقُّ الحَياةْ: تَرَدُّدُ إبريلَ, رَائِحَةُ الخُبْزِ فِي

الفجْرِ، آراءُ امْرأَةٍ فِي الرِّجالِ، كِتَابَاتُ أَسْخِيْلِيوس، أوَّلُ الحُبِّ، عشبٌ

عَلَى حجرٍ، أُمَّهاتٌ تَقِفْنَ عَلَى خَيْطِ نايٍ, وخوفُ الغُزَاةِ مِنَ الذِّكْرياتْ.

***

عَلَى هَذِهِ الأرْض ما يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: نِهَايَةُ أَيلُولَ، سَيِّدَةٌ تترُكُ

الأَرْبَعِينَ بِكَامِلِ مشْمِشِهَا, ساعَةُ الشَّمْسِ فِي السَّجْنِ، غَيْمٌ يُقَلِّدُ سِرْباً مِنَ

الكَائِنَاتِ، هُتَافَاتُ شَعْبٍ لِمَنْ يَصْعَدُونَ إلى حَتْفِهِمْ بَاسِمينَ, وَخَوْفُ
الطُّغَاةِ مِنَ الأُغْنِيَاتْ.

***

عَلَى هَذِهِ الأرْضِ مَا يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: عَلَى هَذِهِ الأرضِ سَيَّدَةُ

الأُرْضِ، أُمُّ البِدَايَاتِ أُمَّ النِّهَايَاتِ. كَانَتْ تُسَمَّى فِلِسْطِين. صَارَتْ تُسَمَّى

فلسْطِين. سَيِّدَتي: أَستحِقُّ، لأنَّكِ سيِّدَتِي، أَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ.

أمَّا قصيدته: على هذه الأرض

فهي من أروع القصائد التي كتبها عن حتمية زوال الاحتلال وبقاء الفلسطينيين على أرض فلسطين حرَّةً أبية، حيث قال فيها:

أيُّها المارُّون بين الكلمات العابرة

احملوا أسمائكم وانصرفوا

واسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا

وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة

و خذوا ما شئتم من صور كي تعرفوا

أنَّكم لن تعرفوا

كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء

أيُّها المارُّون بين الكلمات العابرة

كالغبار المر مرُّوا أينما شئتم ولكن

لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة

فلنا في أرضنا ما نعمل

و لنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا

ولنا ما ليس يرضيكم هنا

حجر أو خجل

فخذوا الماضي إذا شئتم إلى سوق التحف

و أعيدوا الهيكل العظمي للهدهد إن شئتم

على صحن خزف

لنا ما ليس يرضيكم

لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل

أيها المارون بين الكلمات العابرة

كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة وانصرفوا

و أعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس

فلنا ما ليس يرضيكم هنا فانصرفوا

ولنا ما ليس فيكم وطن ينزف وشعباً ينزف

وطناً يصلح للنسيان أو للذاكرة

الشاعر أحمد مطر

الشاعر العراقي الذي كتب أروع وأجمل القصائد عن فلسطين والقدس فكانت قصيدته عائدون واحدة من روائع ما كتب:

هرم الناس وكانوا يرضعون

عندما قال المغني عائدون

يا فلسطين وما زال المغني يتغنى

وملايين اللـحـو ن

في فضاء الجرح تفنى

واليتامى من يتامى يولدون

يا فلسطين وأرباب النضال المدمنون

ساءهم ما يشهدون

فمضوا يستنكرون

ويخوضون النضالات على هز القناني

وعلى هز البطون، عائدون

ولقد عاد الأسى للمرة الألف

فلا عدنا ولاهم يحزنون!

أما في قصيدته بين يدي القدس

فقد كتب مشبهاً القدس بسيدة يعتذر لها عن عجزه وتقصيره في مساعدتها قائلاً:

يا قدس يا سيدتي

معذرةً فليس لي يدان

وليس لي أسلحة

وليس لي ميدان

كل الذي أملكه لسان

والنطق يا سيدتي أسعاره باهظة

والموت بالمجان

سيدتي أحرجتني

فالعمر سعر كلمة واحدة

وليس لي عمران

أقول نصف كلمة

ولعنة الله على وسوسة الشيطان

جاءت إليك لجنة

تبيض لجنتين

تفقسان بعد جولتين عن ثمان

وبالرفاء و البنين تكثر اللجان

ويسحق الصبر على أعصابه

ويرتدي قميصه عثمان

سيدتي

حي على اللجان

حي على اللجان!

الشاعر نزار قباني

ذلك الشاعر السوري الدمشقي الهوى، الذي أبدع في حبه لفلسطين ومناصرته للقضية الفلسطينية، كتب في قصيدته منشورات فدائية على جدران إسرائيل قائلاً:

لن تجعلوا من شعبنا

شعبَ هنودٍ حُمر..

فنحن باقون هنا..

في هذه الأرض التي تلبس في معصمها

إسوارةً من زهر

فهذه بلادنا..

فيها وجدنا منذ فجر العمر

فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعر

مشرشون نحن في خلجانها

مثل حشيش البحر..

مشرشون نحن في تاريخها

في خبزها المرقوق، في زيتونها

في قمحها المصفر

مشرشون نحن في وجدانها

باقون في آذارها

باقون في نيسانها

باقون كالحفر على صلبانها

باقون في نبيها الكريم، في قرآنها..

وفي الوصايا العشر..

شاب يحمل علم فلسطين- شعر عن فلسطين والقدس
شاب يحمل علم فلسطين- شعر عن فلسطين والقدس

أمَّا في قصيدته بكيتُ حتى انتهت الدموع

فقد تمازجت مشاعره بين الحزن على فلسطين تارةً وبين الأمل في أن تعود حرَّة أبية، فجعل لأبياته وقع خاص في قلوب القُرَّاء، إذ كتب فيها:

بكيت.. حتى انتهت الدموع

صليت.. حتى ذابت الشموع

ركعت.. حتى ملّني الركوع

سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع

يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء

يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء

* * *

يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع

يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع

حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول

يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول

حزينةٌ حجارةُ الشوارع

حزينةٌ مآذنُ الجوامع

يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد

من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟

صبيحةَ الآحاد..

من يحملُ الألعابَ للأولاد؟

في ليلةِ الميلاد..

* * *

يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان

يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان

من يوقفُ العدوان؟

عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان

من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟

من ينقذُ الإنجيل؟

من ينقذُ القرآن؟

من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟

من ينقذُ الإنسان؟

* * *

يا قدسُ.. يا مدينتي

يا قدس يا حبيبتي

غداً.. غداً.. سيزهر الليمون

وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون

وتضحكُ العيون..

وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..

إلى السقوفِ الطاهرة

ويرجعُ الأطفالُ يلعبون

ويلتقي الآباءُ والبنون

على رباك الزاهرة..

يا بلدي..

يا بلد السلام والزيتون

الشاعر أحمد محرم

الشاعر أحمد محرم هو شاعر مصري من أصول شركسية، اشتهر بقصيدته “فلسطين صبراً فإنَّ للفوز موعدا”، إذ كان من بعض أبياتها:

فلسطينُ صبراً إنّ للفوز مَوْعِدا فَإِلَّا تفوزي اليومَ فانتظري غدا

ضمَانٌ على الأقدارِ نصرُ مُجاهدٍ يرى الموتَ أن يحيا ذليلاً مُعَبَّدا

إذا السّيفُ لم يُسْعِفْهُ أَسْعَفَ نَفْسَهُ بِبأسٍ يراه السّيفُ حتماً مُجرَّدا

يَلوذُ بِحدَّيْهِ ويمضي إلى الوَغَى على جانبيهِ من حياةٍ ومن رَدَى

مَنَعْتِ ذِئابَ السُّوءِ عن غِيلِ حُرَّةٍ سَمَتْ في الضّواري الغُلْبِ جِذماً ومَحْتِدا

لها من ذويها الصّالحين عزائمٌ تَفُضُّ القُوى فضّاً ولو كُنَّ جلمدا

الشاعر أحمد شوقي

أمير الشعراء، كاتب وشاعر مصري من أعظم الشعراء العرب الذين أبدعت أقلامهم في الكتابة عن فلسطين ، فكانت قصيدة الحنين إلى القدس من أروع ما عبَّر به عن مدى حبه واشتياقه:

كنتُ أسريتُ إلى تلكَ الرُّبى في  بِقاع طُهِّرَتْ مِن دنَس

فلَقدْ طال على القلب النَّوَى وهوَى الأشواقِ بيتُ المَقدِس

يا بلادَ النورِ..  يا مهْدَ النُّبوَّهْ أزِِفَ النصرُ فلا  تستسلِمي

لم تزلْ في أُمّتي بعضُ فُتوَّه تَنسُجُ الأنوارُ  رُغمَ الظُّلَمِ

ولنا -يا قُدْسُ- في الإيمانِ قوَه تجعلُ الأبطالَ مِثل القممِ

سيذوق المجرمُ الباغي عُتُوَّهْ فاصبِريْ -يا قدسَنا- لا  تسأَمِي

ستُغنِّي القدسُ أنغامَ الإِبَاْ مِن ذُرَى مِئذَنةٍ في الغَلَس

أطفال فلطسين في أجمل أبيات الشعر

لم تقتصر بلاغة الشعراء في كتابة الشعر عن فلسطين والقدس فحسب، بل كانت ريشة الكاتب دائماً تبدع أجمل المعاني حينما تهتز واصفةً معاناة الأطفال في فلسطين، ومن أبرز من كتب بعض الشعراء عن أطفال فلسطين:

الشاعرة سهام آل براهمي

وهي شاعرة وأديبة جزائرية اشتهرت بقصيدتها هدية لأشبال فلسطين التي قالت في مقتطفات منها:

أَطْيَاَفُ الأمْسِ تُـرَاوِدُنَا وَتَحَدِّي اليَوْمَ يُجَـــــــدِّدُنَا

وفُتُوحٌ كَانَ لَـهَـا دَأَبٌ رَسَخَت فِي الذِّهْنِ تُهَدْهِدُنِا

لِتُنِيرَ شَوَاهِدَ مَسْجِـــدِنَا قَدُسَ الأَحْرَارِ، كَذَا مُــدُنَا

وَفِلِسْطِينُ انتَفَضَتْ أَبَدًا تَحْــيَـا بِالقَلْـبِ تُجَسُّـــــدُنَا

سِرْبُ الشُّهَدَاءِ حَمَائِمُهُمْ هَدَلَـتْ بالمجْــدِ تُقَلِّــــدُنَـا

نَحْنُ الأَشْبَال يَـدًا بِيَـــدٍ حَرَسٌ والنَّصْرُ يُؤكِّــــدُنَا

الشاعر أحمد مطر

الذي مدح أطفال غزة وذمَّ صمت العرب بقصيدة نورد بعضاً من أبياتها:

يا تلاميذ غزة
علمونا
بعض ما عندكم
فنحن نسينا
علمونا
بأن نكون رجالا
فلدينا الرجال
صاروا عجينا
علمونا
كيف الحجارة تغدو
بين أيدي الأطفال
ماساً ثمينا
كيف تغدو
دراجة الطفل لغما
وشريط الحرير
يغدو كمينا
كيف مصاصة الحليب
إذا ما اعتقلوها
تحولت سكينا
يا تلاميذ غزة
لا تبالوا
بإذاعاتنا
ولا تسمعونا
اضربوا
اضربوا
بكل قواكم
واحزموا أمركم
ولا تسألونا
نحن أهل الحساب
والجمع
والطرح
فخوضوا حروبكم
واتركونا
إننا الهاربون
من خدمة الجيش
فهاتوا حبالكم
واشنقونا
نحن موتى
لا يملكون ضريحا
ويتامى
لا يملكون عيونا
قد لزمنا جحورنا
وطلبنا منكم
أن تقاتلوا التنينا
قد صغرنا أمامكم
ألف قرن
وكبرتم
خلال شهر قرونا

والشاعر نزار قباني

الذي وصف أطفال الحجارة قائلاً:

طفل من أطفال الحجارة- شعر عن فلسطين والقدس
طفل من أطفال الحجارة- شعر عن فلسطين والقدس

بهروا الدنيا..
وما في يدهم إلا الحجارة..
وأضاؤوا كالقناديل، وجاؤوا كالبشارة
قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..
وبقينا دبباً قطبيةً
صفحت أجسادها ضد الحرارة..
قاتلوا عنا إلى أن قتلوا..
وجلسنا في مقاهينا.. كبصاق المحارة
واحدٌ يبحث منا عن تجارة..
واحدٌ.. يطلب ملياراً جديداً..
وزواجاً رابعاً..
ونهوداً صقلتهن الحضارة..
واحدٌ.. يبحث في لندن عن قصرٍ منيفٍ
واحدٌ.. يعمل سمسار سلاح..
واحدٌ.. يطلب في البارات ثأره..
واحدٌ.. يبحث عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..
آه.. يا جيل الخيانات..
ويا جيل العمولات..
ويا جيل النفايات
ويا جيل الدعارة..
سوف يجتاحك –مهما أبطأ التاريخ-
أطفال الحجارة..

وفي الختام كثيرةٌ هي القصائد، وكُثر هم الشعراء الذين نَظموا ولا زالوا ينظمون ويجاهدون بأجمل أبيات الشعر عن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، ولن تستطيع كل بنادق العالم أن توقف جهاد الكلام.

ومن ضمن منوعاتنا الأدبية

You might also like